بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا} (26)

قوله : { وَءاتِ ذَا القربى حَقَّهُ } أي : صلته { والمساكين } أي : أعط السائلين { وابن السبيل } أي : الضيف النازل وحقه ثلاثة أيام . ثم قال تعالى : { وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا } أي : لا تنفق مالك في غير طاعة الله تعالى . وروي عن عمثان بن الأسود أنه قال سمعت مجاهداً ونحن نطوف بالبيت ، ورفع رأسه إلى أبي قبيس فقال : لو كان أبو قبيس ذهباً لرجل فأنفقه في طاعة الله تعالى لم يكن مسرفاً ولو أنفق درهماً في معصية الله تعالى كان مسرفاً . وروى الأعمش عن الحكم عن أبي عبيد وكان ضريراً وكان عبد الله بن مسعود يدنيه فجاءه يوماً فقال : من نسأل إن لم نسألك ؟ فقال سل . قال فما الأواب ؟ قال الرحيم قال فما التبذير ؟ قال إنفاق المال في غير حقه . قال فما الماعون ؟ قال : ما يعاون الناس فيما بينهم . قال فما الأمة ؟ قال الذي يعلم الناس الخير .