الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا} (26)

{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } يعني صلة الرحم . وقال بعضهم : عني بذلك قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم روى السدي عن ابن الديلمي قال : قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن ؟ قال نعم ؟ قال : أفما قرأت في بني إسرائيل { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } قال : انكم القرابة الذين أمر الله أن يوتى حقه ؟ قال : نعم .

{ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } يعني مار الطريق ، وقيل : الضيف { وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } ولا تنفق مالك في المعصية .

وروى سلمة بن كهيل عن أبي [ عبيدة ] عن ابن الضرير أنه سأل ابن مسعود ما التبذير ؟ فقال : إنفاق المال في غير حقه .

وقال مجاهد : لو أنفق إنسان ماله كله في [ الحق ما كان ] تبذيراً ، فلو أنفق يدا في باطل كان تبذيراً به .

وقال شعيب : كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة ، فأتى على دار تبنى بجص وآجر فقال : هذا التبذير في قول عبد الله : إنفاق المال في غير حقه .