التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (108)

قوله تعالى{ أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل }

قال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية : لم يبين هنا هذا الذي سأل موسى من قبل من هو ؟ ولكنه بينه في موضع آخر . وذلك في قوله{ يسألك أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة } .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن محمد بن إسحاق بسنده عن ابن عباس قال : قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ايتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه ، وفجر لنا انهارا نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك عن قولهم{ أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل } .

وأخرج الشيخان بسنديهما عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعا : " إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شئ لم يحرم من أجل مسألته " .

( صحيح البخاري 13/264 رقم7289 –الاعتصام ، ب ما يكره من كثرة السؤال ) ، ( وصحيح مسلم –الفضائل ، ب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله ) . واللفظ للبخاري . وذكره ابن كثير في ( التفسير1/267 ) .

واخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا قال : " ذروني ما تركتكم . فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم . فإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم . وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه " .

( صحيح البخاري13/248 رقم7288 –الاعتصام ، ب الإقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، ( وصحيح مسلم-الحج 2/975 رقم1337 ، ب فرض الحج مرة في العمر ) . واللفظ لمسلم وهو مختصر من حديث فرض الحج . وذكره ابن كثير في( التفسير1/268 ) .

واخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله{ أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } ، أن يريهم الله جهرة . فسألت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم ان يجعل الله لهم الصفا ذهبا ، قال : نعم . وهو لكم كمائدة بني إسرائيل إن كفرتم . فأبوا ورجعوا .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } ، وكان موسى يسأل ، فقيل له{ أرنا الله جهرة } .

قوله تعالى{ ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل }

تقدم الكلام عن الإيمان في قوله تعالى{ الذين يؤمنون بالغيب . . . }الآية( 3 ) من هذه السورة .

وأضيف هنا حديث شعب الإيمان وحديث تذوق طعم الإيمان فقد اخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا : " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " .

( صحيح البخاري رقم 9- الإيمان ، ب أمور الإيمان ) ، وصحيح مسلم- رقم57 – الإيمان ، ب بيان عدد شعب الإيمان ) . واللفظ لمسلم ولفظ البخاري مختصر .

قوله : شعبة بالضم أي قطعة والمراد الخصلة او الجزء( فتح الباري1/52 ) .

وأخرج مسلم بسنده عن العباس بن عبد المطلب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " .

( الصحيح رقم56- الإيمان ، ب الدليل على ان من رضي بالله ربا . . . ) .

وأخرج الشيخان بسنديهما عن أنس مرفوعا : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار " .

( صحيح البخاري رقم16 – الإيمان ، ب حلاوة الإيمان ) ، وصحيح مسلم رقم67 –الإيمان ، ب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ) . واللفظ للبخاري .

هذا والأحاديث كثيرة جدا في خصال الإيمان وشعبه وصنف فيها المؤلفات وأشملها كتاب شعب الإيمان للحليمي ، وشعب الإيمان البيهقي ، وأحاديثه كلها مسندة واختصره القز ويني وهو جزء لطيف ومحقق ومخرج ، وكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية . ومن الكتب المسندة في الإيمان : كتاب الإمام احمد ، وابن أبي شيبة ، والقاسم بن سلام ، وابن مندة .