فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (108)

{ أَمْ } هذه هي المنقطعة التي بمعنى بل ، أي : بل تريدون ، وفي هذا توبيخ ، وتقريع ، والكاف في قوله : { كَمَا سُئِلَ } في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، أي : سؤالاً مثل ما سئل موسى من قبل ، حيث سألوه أن يريهم الله جهرة ، وسألوا محمداً صلى الله عليه وسلم : أن يأتي بالله ، والملائكة قبيلاً . وقوله : { سَوَآء } هو الوسط من كل شيء قاله أبو عبيدة ، ومنه قوله تعالى : { فِى سَوَاء الجحيم } [ الصافات : 55 ] ومنه قول حسان يرثي النبيّ صلى الله عليه وسلم :

يَا وَيْحَ أصْحابِ النَّبيّ وَرهْطِه *** بَعْد المُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ المُلْحَدِ

وقال الفراء : السواء : القصد ، أي : ذهب عن قصد الطريق ، وسمته أي : طريق طاعة الله .

/خ110