بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (108)

{ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ } ، قال مقاتل : معناه : أتريدون أن تسألوا رسولكم { كما سئل موسى من قبل } أي كما سألت بنو إسرائيل موسى عليه السلام حيث قالوا : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مِّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فقالوا أَرِنَا الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة بِظُلْمِهِمْ ، ثُمَّ اتخذوا العجل مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البينات فَعَفَوْنَا عَن ذلك وَءَاتَيْنَا موسى سلطانا مُّبِيناً } [ النساء : 153 ] . ويقال : إن اليهود سألوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يطلبوا القربان كما كان لموسى ، عليه السلام . وروي عن الضحاك أنه قال : دخل جماعة من كفار قريش فيهم أبو جهل وغيره ، فقالوا لرسول الله : إن كنت نبياً فاكشف عنا الغطاء ، حتى نرى الله جهرة ، فنزلت الآية { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْألُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ موسى مِن قَبْلُ } حيث قالوا : { أَرِنَا الله جَهْرَةً } ثم قال : { وَمَن يَتَبَدَّلِ الكفر بالإيمان } ، أي يختار الكفر على الإيمان ، { فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السبيل } ، أي أخطأ قصد السبيل وهو طريق الهدى .