التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (113)

قوله تعالى{ وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس قال : لما قدم اهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم –أتتهم أحبار يهود فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رافع بن حريملة : ما أنتم على شئ وكفر بعيسى وبالإنجيل . فقال رجل من اهل نجران من النصارى لليهود ما انتم على شئ وجحد بنبوة موسى وكفر بالتوراة فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهما{ وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ } .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ وقالت اليهود ليست النصارى على شئ }قال : بلى . قد كانت أوائل النصارى على شئ ، ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا ، وقالت النصارى{ ليست اليهود على شئ } ، ولكن القوم ابتدعوا وتفرقوا .

واخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال : حدثنا عصام ابن رواد ثنا آدم عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية قال : { وقالت اليهود ليست النصارى على شئ . وقالت النصارى ليست اليهود على شئ }قال : هؤلاء اهل الكتاب الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قوله تعالى{ وهم يتلون الكتاب }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس{ وهم يتلون الكتاب }قال أي كل يتلو في كتابه تصديق ما كفر به ان تكفر اليهود بعيسى وعندهم في التوراة فيها ما اخذ الله عليهم على لسان موسى بالتصديق بعيسى ، وفي الإنجيل ما جاء به من التوراة من عند الله وكل يكفر بما في يدي صاحبه .

قوله تعالى{ كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ قال الذين لا يعلمون مثل قولهم }قال : قالت النصارى مثل قول اليهود قبلهم .

وأخرجه ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية .

قوله تعالى{ فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون }

قال ابن كثير : وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الحج { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد }الحج : 17 ، وكما قال تعالى{ قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم }سبأ : 26 .

( التفسير1/274 ) .