التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (106)

قوله تعالى{ ما ننسخ من آية أو ننسها }

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ ما ننسخ من آية }يقول : ما نبدل من آية او نتركها لا نبدلها .

وقال الطبري : حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا عوف ، عن الحسن انه قال في قوله{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ، ثم نسيه فلم يكن شيئا ، ومن القرآن ما قد نسخ وانتم تقرؤونه .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح إلى الحسن فهو مرسل وله شواهد تأتي بعد الرواية التالية .

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{ ما ننسخ من آية او ننسها }قال : كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه ما شاء وينسخ ما شاء .

( التفسير ص44 ) ، وإسناده صحيح إلى قتادة وهو مرسل وله شواهد .

قال مسلم : وحدثني زهير بن حرب وهرون بن عبد الله . قالا : حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج . قال : سمعت عطاء يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب ان يكون إليه مثله . ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب . والله يتوب على من تاب " .

( صحيح مسلم رقم1049-1050-الزكاة ، ب لو ان لابن آدم واديين لابتغى ثالثا ) .

وأخرج مسلم بسنده عن أبي الأسود ، عن أبيه . قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة . فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن . فقال : انتم خيار اهل البصرة وقراؤهم . فاتلوه . ولا يطولن عليكم الأمد فتقسموا قلوبكم . كما قست قلوب من كان فبلكم . وإنا كنا نقرأ سورة . كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة . فأنسيتها . غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لا بتغى واديا ثالثا . ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات . فأنسيتها . غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . فتكتب شهادة في أعناقكم . فتسألون عنها يوم القيامة .

( صحيح مسلم رقم1049_1050-الزكاة ، ب لو ان لابن آدم واديين لا بتغى ثالثا ) .

وأخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود مرفوعا قال : " إنما انا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت ذكروني . . . " .

( الصحيح رقم401-الصلاة ، ب التوجه نحو القبلة حيث كان ) .

واخرج البخاري ومسلم بسنديهما عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وفيه : " فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها " .

( صحيح البخاري رقم 2027- الاعتكاف ، ب الاعتكاف في العشر الأواخر ) ، ( وصحيح مسلم رقم1167 – الصيام ، ب فضل ليلة القدر ) واللفظ للبخاري ، وفي رواية مسلم بلفظ : رأيت . ويقصد ليلة القدر .

وقال ابن ابي حاتم : حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ثنا آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عبيد بن عمير في قول الله { ما ننسخ من آية أو ننسها }يقول أو نتركها نرفعها من عندكم فنأت بمثلها ، أو بخير منها ومثلها .

ورجاله ثقات ، إلا عصام العسقلاني وورقاء فصدوقان . فالإسناد حسن .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } كان ينسخ الآية بالآية بعدها ، ويقرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم الآية او أكثر من ذلك ، ثم تنسى وترفع .

وما تقدم على قراءة ننسها . أما على قراءة ننساها فقد اخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن عطاء وابن ابي نجيح ومجاهد وعبيد بن عمير وعطية قوله{ ننساها }نؤخرها وبلفظ نرجئها .

وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباس قال : قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي وإنا لندع من قول أبي ، وذاك ان أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى { ما ننسخ من آية او ننساها } .

( الصحيح8/167 رقم 4881 – التفسير- سورة البقرة ، ب قوله{ ما ننسخ من آية أو ننساها } ) .

قوله تعالى{ نأت بخير منها أو مثلها }

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ نأت بخير منها او مثلها }يقول خير لكم في المنفعة وأرفق بكم .

وأخرج عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة وأما قوله{ نأت بخير منها أو مثلها }يقول آية فيها تخفيف ، فيها رخصة ، فيها أمر ، فيها نهي .

( التفسير ص44 ) ، وإسناده صحيح .