قوله تعالى{ ما ننسخ من آية أو ننسها }
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ ما ننسخ من آية }يقول : ما نبدل من آية او نتركها لا نبدلها .
وقال الطبري : حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا عوف ، عن الحسن انه قال في قوله{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ، ثم نسيه فلم يكن شيئا ، ومن القرآن ما قد نسخ وانتم تقرؤونه .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح إلى الحسن فهو مرسل وله شواهد تأتي بعد الرواية التالية .
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{ ما ننسخ من آية او ننسها }قال : كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه ما شاء وينسخ ما شاء .
( التفسير ص44 ) ، وإسناده صحيح إلى قتادة وهو مرسل وله شواهد .
قال مسلم : وحدثني زهير بن حرب وهرون بن عبد الله . قالا : حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج . قال : سمعت عطاء يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب ان يكون إليه مثله . ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب . والله يتوب على من تاب " .
( صحيح مسلم رقم1049-1050-الزكاة ، ب لو ان لابن آدم واديين لابتغى ثالثا ) .
وأخرج مسلم بسنده عن أبي الأسود ، عن أبيه . قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة . فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن . فقال : انتم خيار اهل البصرة وقراؤهم . فاتلوه . ولا يطولن عليكم الأمد فتقسموا قلوبكم . كما قست قلوب من كان فبلكم . وإنا كنا نقرأ سورة . كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة . فأنسيتها . غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لا بتغى واديا ثالثا . ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات . فأنسيتها . غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . فتكتب شهادة في أعناقكم . فتسألون عنها يوم القيامة .
( صحيح مسلم رقم1049_1050-الزكاة ، ب لو ان لابن آدم واديين لا بتغى ثالثا ) .
وأخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود مرفوعا قال : " إنما انا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت ذكروني . . . " .
( الصحيح رقم401-الصلاة ، ب التوجه نحو القبلة حيث كان ) .
واخرج البخاري ومسلم بسنديهما عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وفيه : " فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها " .
( صحيح البخاري رقم 2027- الاعتكاف ، ب الاعتكاف في العشر الأواخر ) ، ( وصحيح مسلم رقم1167 – الصيام ، ب فضل ليلة القدر ) واللفظ للبخاري ، وفي رواية مسلم بلفظ : رأيت . ويقصد ليلة القدر .
وقال ابن ابي حاتم : حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ثنا آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عبيد بن عمير في قول الله { ما ننسخ من آية أو ننسها }يقول أو نتركها نرفعها من عندكم فنأت بمثلها ، أو بخير منها ومثلها .
ورجاله ثقات ، إلا عصام العسقلاني وورقاء فصدوقان . فالإسناد حسن .
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } كان ينسخ الآية بالآية بعدها ، ويقرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم الآية او أكثر من ذلك ، ثم تنسى وترفع .
وما تقدم على قراءة ننسها . أما على قراءة ننساها فقد اخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن عطاء وابن ابي نجيح ومجاهد وعبيد بن عمير وعطية قوله{ ننساها }نؤخرها وبلفظ نرجئها .
وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباس قال : قال عمر رضي الله عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي وإنا لندع من قول أبي ، وذاك ان أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى { ما ننسخ من آية او ننساها } .
( الصحيح8/167 رقم 4881 – التفسير- سورة البقرة ، ب قوله{ ما ننسخ من آية أو ننساها } ) .
قوله تعالى{ نأت بخير منها أو مثلها }
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ نأت بخير منها او مثلها }يقول خير لكم في المنفعة وأرفق بكم .
وأخرج عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة وأما قوله{ نأت بخير منها أو مثلها }يقول آية فيها تخفيف ، فيها رخصة ، فيها أمر ، فيها نهي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.