التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

قوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى . . }

قال مسلم : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد ، قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني عبد الله بن أبي مليكة . . . فذكر حديثا طويلا وفيه تحديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله ) قال ابن عباس : فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة . فقالت : يرحم الله عمر . لا والله ! ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يعذّب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال : ( إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ) .

قال : وقالت عائشة : حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر أخرى } قال : وقال ابن عباس عند ذلك : والله أضحك وأبكى .

( الصحيح 2/641- 942ح 928- 929- ك الجنائز ، ب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) .

قال أبو داود : حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا عبيد الله- يعني ابن إياد- حدثنا إياد ، عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي : ( ابنك هذا ) ؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال : ( حقا ) ؟ قال : أشهد به ، قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي من أبي ، ومن حلف أبي عليّ ، ثم قال : ( أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ) وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .

( السنن 4/635 ح 4495- ك الديات ، ب لا يؤاخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه ) ، وأخرجه أحمد في مسنده ( 2/226 ) ، والدارمي في ( سننه2/119 ح 2394 ، ك الديانات ، ب لا يؤاخذ أحد بجناية غيره ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 7/594 ح 5963 ) ، ثلاثتهم من طرق عن عبيد الله بن إياد عن أبيه به ، قال الألباني : صحيح ، وإياد بن لقيط ثقة دون خلاف ، فالإسناد صحيح . ( إرواء الغليل 7/333 ) . وصححه أيضا : الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ( ح رقم 7109 ) ، وصححه محققوا المسند بإشراف أ . د . عبد الله التركي 11/860 ) .

انظر قوله تعالى في سورة الإسراء { ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } .

قوله تعالى { وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يُحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير } .

انظر قوله تعالى في سورة النحل { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم ألا ساء ما يزرون } .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء } كنحو { ولا تزر وازرة وزر أخرى } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وإن تدع مثقلة إلى حملها } إلى ذنوبها { لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى } أي قريب القرابة منها ، لا يحمل من ذنوبها شيئا ولا تحمل على غيرها من ذنوبها شيئا { ولا تزر وازرة وزر أخرى } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } أي يخشون النار .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه } أي : من يعمل صالحا فإنما يعمله لنفسه .