الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

و{ تَزِرُ } تَحْمِلُ ، وهذه الآية في الذنوب ، وأُنِّثَتْ { وَازِرَةٌ } لأنه ذهبَ بها مذهبَ النفسِ وعلى ذلك أُجريت { مُثْقَلَةٌ } ، واسم { كَانَ } مضمرٌ تقديره : ولو كان الداعي . ثم أخبر تعالى نبيه أنه إنما ينذر أهل الخَشْيَةَ . ثم حض على التزكي بأن رجَّى عليه غايةَ الترجية . ثم توعد بعد ذلك بقوله : { وإلى الله المصير } .

قال ( ع ) : وكلُّ عبارةٍ فهي مقصِّرة عن تفسير هذه الآيةِ ، وكذلك كتابُ اللّهِ كلُّه ، ولكن يظهر الأمرُ لنا نحنُ في مواضعَ أكثَرَ منْه في مواضِعَ ؛ بحَسْبِ تَقْصِيرنا .