معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

وقوله : { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِها18 }

يقول : إن دعت داعية ذاتُ ذُنُوبٍ قد أثقلتها إلى ذنوبها ليُحمل عنها شيء من الذنوبِ لم تجد ذلكَ . ولو كانَ الذي تدعوه أباً أو ابنا . فذلك قوله : { وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } ولو كانت : { ذو قربى } لجَازَ ؛ لأنه لم يُذكر فيصيرَ نكرة . فمَن رفع لم يضمر في ( كان ) شيئاً ، فيصيرُ مثل قوله : ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ } ومن نصب أضمر . وهي في قراءة أُبَىّ : ( وَإِنْ كَانَ ذَا عُسْرَةٍ ) على ذلك . وإنما أنّث { مُثْقَلَةٌ } يذهب إلى الدابة أو إِلى النفس ، وهما يعبِّران عن الذكر والأنثى ، كما قَالَ : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ المُوْتِ } للذكَر والأنثى .