الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا} (117)

قوله : ( اِنْ يَّدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَّدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً . . . ) الآية [ 116-120 ] .

المعنى : إن الله أخبر عما يعبد الذين ذهب إليهم طعمة ، وصار على دينهم وهم كفار قريش .

ومعنى : ( إِنَاثاً ) اللات والعزى ومناة ونائلة ، فسمى هذا إناثاً لأن المشركين سموها بأسماء الإناث ، قاله السدي وابن زيد .

وقال الحسن : الإناث هنا . المرأة حجر أو خشب .

وقال الضحاك : قوله : ( إِنَاثاً ) هو أن المشركين كانوا يَدَّعون أن الملائكة بنات الله تعالى الله أن يكون له ولد( {[13569]} ) .

وقيل : ( {[13570]} ) إنهم كانوا يقولون لأصنامهم أنثى بني فلان ، فأنزل الله ذلك كذلك على نحو تسميتهم لها .

وقال مجاهد : ( إِلاَّ إِنَاثاً ) أي إلا أوثاناً( {[13571]} ) . وفي مصحف عائشة إلا أوثاناً( {[13572]} ) .

وكان ابن عباس يقرأ( {[13573]} ) [ أُثُنا ]( {[13574]} ) جمع [ وثن وأصل الهمزة على هذا واو مثل إخوة( {[13575]} ) ، وحقيقة هذا الجمع أنه جمع وثنا على ]( {[13576]} ) وثان كجمل وجمال ، ثم جمع وثاناً( {[13577]} ) على وُثُن كمثال ومُثُل ثم أبدل من الواو همزة( {[13578]} ) .

قوله : ( وَإِنْ يَّدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً )( {[13579]} ) أي ما يدعون إلا شيطاناً متمرداً على الله سبحانه ، والمتمرد الخارج عن الخير .

والمريد : ( {[13580]} ) العاتي


[13569]:- انظر: جامع البيان 5/279، والدر المنثور 2/687.
[13570]:- عزاه الطبري إلى الحسن. انظر: المصدر السابق.
[13571]:- انظر: تفسير مجاهد 1/174.
[13572]:- انظر: جامع البيان 5/280 والدر المنثور 2/687.
[13573]:- هي قراءة شاذة تنسب لعائشة وابن عباس وعطاء في مختصر الشواذ 28-29 والمحتسب 1/198.
[13574]:- (ج): أنثى، وهي قراءة أيضاً رواها أبو صالح عن ابن عباس. انظر: المحرر 4/256.
[13575]:- كذا...
[13576]:- ساقط من (أ).
[13577]:- (ج): وثنا.
[13578]:- إن جمع فُعوم الفاء، والعين إنما هو للتكثير، والجمع هو للتكثير لا يجمع، وإنما تجمع جموع القلة، والصواب أن تقول: وثناً جمع وثن دون واسطة كأسد وأسد، انظر: معاني الزجاج 2/108 والمحرر 4/257، والبحر 3/352.
[13579]:- مرد يمرد مروداً ومرادة، فهو مارد ومريد: المتمرد العاتي المتطاول بالكبر. مجاز القرآن 1/1440 وتفسير الغريب: 135.
[13580]:- (أ): المبرد وهو تحريف.