وقوله تعالى : { إن يدعون من دونه إلا إناثا } عن الحسن ( أنه ){[6538]} قال : ( الإناث الأموات التي لا روح ( فيها ){[6539]} ) . وكذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه وقيل : قوله{ إناثا } هم الملائكة لأنهم يقولون : الملائكة بنات الله في السماء ، فعبدوها ، فإنهم إنما عبدوا الإناث عندهم ، وفي زعمهم .
وقيل { إناثا } من الوثن . وكذلك روي في حرف عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ : إن تدعون من دونه إلا أوثانا ( وهي الأصنام سميت ){[6540]} إناثا لما صوروها ، بصور الإناث ، وحلوها ، وقلدوها ، وزينوها ( بزيهن ، ثم عبدوها ){[6541]} على ما كان في الأصل ، فسميت{[6542]} بذلك .
وقيل : سميت{[6543]} إناثا لأنهم كانوا يسمون ما يعبدون من الأصنام والأوثان : اللات والعزى ومناة . فأسماؤهن أسماء إناث ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وإن يدعون إلا الشيطان مريدا } أخبر الله عز وجل ، وإن كانوا يفرون من الشيطان ، ولا {[6544]} يألفونه ، فإنهم بعبادتهم الأصنام والأوثان يعبدون الشيطان ؛ لأن الشيطان هو الذي يدعوهم إلى عبادتهم الأصنام ، فكأنهم عبدوه . ألا ترى أن إبراهيم ( صلوات الله عليه وسلامه ){[6545]} قال{ يا أبت لا تعبد الشيطان } ( مريم : 44 ) جعل عبادة الصنم عبادة الشيطان حين قال له : { لا تعبد الشيطان } فدل أن عبادتهم الأوثان عبادة للشيطان ، وبالله العصمة .
وقوله تعالى : { مريدا } قال ابن عباس رضي الله عنه : ( والمريد هو العاتي ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.