تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا} (117)

الآية 117

وقوله تعالى : { إن يدعون من دونه إلا إناثا } عن الحسن ( أنه ){[6538]} قال : ( الإناث الأموات التي لا روح ( فيها ){[6539]} ) . وكذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه وقيل : قوله{ إناثا } هم الملائكة لأنهم يقولون : الملائكة بنات الله في السماء ، فعبدوها ، فإنهم إنما عبدوا الإناث عندهم ، وفي زعمهم .

وقيل { إناثا } من الوثن . وكذلك روي في حرف عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ : إن تدعون من دونه إلا أوثانا ( وهي الأصنام سميت ){[6540]} إناثا لما صوروها ، بصور الإناث ، وحلوها ، وقلدوها ، وزينوها ( بزيهن ، ثم عبدوها ){[6541]} على ما كان في الأصل ، فسميت{[6542]} بذلك .

وقيل : سميت{[6543]} إناثا لأنهم كانوا يسمون ما يعبدون من الأصنام والأوثان : اللات والعزى ومناة . فأسماؤهن أسماء إناث ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وإن يدعون إلا الشيطان مريدا } أخبر الله عز وجل ، وإن كانوا يفرون من الشيطان ، ولا {[6544]} يألفونه ، فإنهم بعبادتهم الأصنام والأوثان يعبدون الشيطان ؛ لأن الشيطان هو الذي يدعوهم إلى عبادتهم الأصنام ، فكأنهم عبدوه . ألا ترى أن إبراهيم ( صلوات الله عليه وسلامه ){[6545]} قال{ يا أبت لا تعبد الشيطان } ( مريم : 44 ) جعل عبادة الصنم عبادة الشيطان حين قال له : { لا تعبد الشيطان } فدل أن عبادتهم الأوثان عبادة للشيطان ، وبالله العصمة .

وقوله تعالى : { مريدا } قال ابن عباس رضي الله عنه : ( والمريد هو العاتي ) .


[6538]:ساقطة من الأصل وم.
[6539]:ساقطة من الأصل وم.
[6540]:في الأصل وم: وهو الصنم سمي.
[6541]:في الأصل وم: بزيهم ثم يعبدونها.
[6542]:في الأصل وم: سمي.
[6543]:في الأصل وم: سمي.
[6544]:في الأصل وم: و.
[6545]:في م: عليه السلام.