التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ} (22)

قوله تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم }

قال البخاري : حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان قال : حدثني معاوية بن أبي مُزرد ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحق الرحمن ، فقال له : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . قال : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فذاك ) ، قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } .

( الصحيح 8/443 ح 4830- ك التفسير- سورة محمد ، ب { تقطعوا أرحامكم } ) ، ( صحيح مسلم 4/1980 ح 2554 نحوه- ك البر والصلة والآداب ، ب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ) .

قال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن قالا : حدثنا سفيان ابن عيينة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة قال : اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف فقال : خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ، فقال عبد الرحمن : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله : أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته ) .

( السنن 4/ 315 ح 1907-ك البر الصلة ، ب ما جاء في قطيعة الرحم ) وقال : حديث صحيح . وأخرجه أبو داود ( 2/133 ح 1694- ك الزكاة ، ب في صلة الرحم ) من طريق مسدد وأبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان به . وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 2/186 ح 443 ) من طريق عبد الله . والحاكم في ( المستدرك 4/157- ك البر والصلة ) من طريق عبد الرزاق كلاهما عن معمر عن الزهري به . قال الحاكم بعد أن ذكر جملة من الأحاديث : وهذه الأحاديث كلها صحيحة . وأخرجه الضياء المقدسي في ( المختارة 3/91-97 ح 894- 898 ) من طرق عن الزهري به . وفي سنده أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئا ، وله شاهد رواه الإمام أحمد من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ( المسند 2/498 ) قال الألباني وهذا إسناد جيد . . . ( السلسلة الصحيحة ح 520 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { فهل عسيتم إن توليتم } الآية .

يقول : فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ، ألم يسفكوا الدم الحرام ، وقطعوا الأرحام ، وعصوا الرحمن .