بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ} (22)

قوله : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ } يعني : لعلكم وَإِن وليتم أمر هذه الأمة { أَن تُفْسِدُواْ في الأرض } بالمعاصي . يعني : أن تعصوا الله في الأرض { وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } . قال السدي : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ في الأرض } بالمعاصي { وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } فإن المؤمنين إخوة . فإذا قتلوهم ، فقد قطعوا أرحامهم . وروى جبير عن الضحاك قال : نزلت في الأمراء : { إِن تَوَلَّيْتُمْ } أمر الناس { أَن تُفْسِدُواْ في الأرض } . ويقال : معناه إن أعرضتم عن دين الإسلام ، وعما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء ، ودفن البنات ، وقطع الأرحام ، { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ } يعني : هل تريدون إذا أنتم تركتم النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أمركم به ، إِلاَّ أن تعودوا إلى مثل ما كنتم عليه من الكفر ، والمعاصي ، وقطع الأرحام . قرأ نافع : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ } بكسر السين . والباقون : بالنصب . وهما لغتان ، إلا أن النصب أظهر عند أهل اللغة .