معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ} (22)

وقوله : [ 178/ب ] { فَهَلْ عَسَيْتُمْ } .

قرأها العوام بنصب السين ، وقرأها نافع المدني : فهل عَسِيْتُم ، بكسر السين ، ولو كانت كذلك لقال : عَسِيَ [ في موضع عسى ] . ولعلها لغة بادرة ، وربما اجترأت العرب على تغيير بعض اللغة إذا كان الفعل لا يناله قد . قالوا : لُسْتُم يُريدون لستُم ، ثم يقولون : لَيْسَ وليسُوا سواء ، لأنه فعل لا يتصرف ليس له يفعل وكذلك عسى ليس له يفعل فلعله اجترى عليه كما اجترى على لستم .

وقوله : «هَلْ عَسَيْتُم » . . . إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا في الأرض ، وتُقطعوا أرحامكم ، ويقال : ولعلكم إن انصرفتم عن محمد صلى الله عليه وسلم ، وتوليتم عنه أن تصيروا إلى أمركم الأول من قطيعة الرحم والكفر والفساد .