السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ} (22)

وقوله تعالى : { فهل عسيتم } فيه التفات عن الغيبة ، أي : لعلكم { إن توليتم } أي : أعرضتم عن الإيمان والجهاد { أن تفسدوا } أي : توقعوا الإفساد العظيم الذي يستمر تجدّده { في الأرض } بالمعصية والبغي وسفك الدماء الذي يسخط الله تعالى ، ويغضبه أشدّ غضب على فاعله ، وتكونوا في غاية الجراءة عليه وترجعوا إلى الفرقة بعدما جمعكم الله بالإسلام . وقرأ نافع بكسر السين والباقون بفتحها { وتقطعوا } أي : تقطيعاً كثيراً { أرحامكم } أي : تعودوا إلى أمر الجاهلية في الإغارة من بعض على بعض وغير ذلك ، قال قتادة : كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله تعالى ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن ، وقال بعضهم : هو من الولاية . قال الفراء : يقول فهل عسيتم إن توليتم أمر الناس أن تفسدوا في الأرض بالظلم نزلت في بني أمية وبني هاشم .