{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } هذا خطاب للذين في قلوبهم مرض بطريق الالتفات لمزيد التوبيخ والتقريع . قال الكلبي : أي فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم . وقال كعب : { أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ } أي بقتل بعضكم بعضاً ، وقال قتادة : إن توليتم عن طاعة كتاب الله عزّ وجلّ أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء ، وتقطعوا أرحامكم . وقال ابن جريج : إن توليتم عن الطاعة ، وقيل : أعرضتم عن القتال ، وفارقتم أحكامه . قرأ الجمهور { توليتم } مبنياً للفاعل ، وقرأ عليّ بن أبي طالب بضم التاء والواو وكسر اللام مبنياً للمفعول ، وبها قرأ ابن أبي إسحاق ، وورش عن يعقوب ، ومعناها : فهل عسيتم إن وُلِّيَ عليكم ولاة جائرين أن تخرجوا عليهم في الفتنة ، وتحاربوهم وتقطعوا أرحامكم بالبغي والظلم والقتل . وقرأ الجمهور { وتُقَطِّعُوا } بالتشديد على التكثير ، وقرأ أبو عمرو في رواية عنه ، وسلام وعيسى ويعقوب بالتخفيف من القطع ، يقال : عسيت أن أفعل كذا ، وعسيت بالفتح والكسر لغتان ، ذكره الجوهري وغيره ، وخبر { عسيتم } هو { أَن تُفْسِدُواْ } ، والجملة الشرطية بينهما اعتراض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.