النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ} (22)

قوله عز وجل : { فَهَل عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : فهل عسيتم إن توليتم أمور الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم ، قاله الكلبي .

الثاني : فهل عسيتم إن توليتم الحكم فجعلتم حكاماً أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشا ، قاله أبو العالية .

الثالث : فهل عسيتم إن توليتم عن كتاب الله أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء{[2675]} الحرام . { وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } ، قاله قتادة .

الرابع : فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام ، قاله ابن جريج .

وفي هذه الآية ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه عنى بها المنافقين وهو الظاهر .

الثاني : قريشاً ، قاله أبو حيان .

الثالث : أنها نزلت في الخوارج ، قاله بكر بن عبد الله المزني .


[2675]:في ع بسفك الدم بالحرام.