التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَإِنۡ عُثِرَ عَلَىٰٓ أَنَّهُمَا ٱسۡتَحَقَّآ إِثۡمٗا فَـَٔاخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَحَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَوۡلَيَٰنِ فَيُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَٰدَتُنَآ أَحَقُّ مِن شَهَٰدَتِهِمَا وَمَا ٱعۡتَدَيۡنَآ إِنَّآ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (107)

( فإن عثر على أنهما استحقا إثما ) يقول : إن يتحقق على أن الكافرين كذبا .

( فآخران يقومان مقامهما ) يقول : من الأولياء ، فحلفا بالله إن شهادة الكافرين باطلة ، وإنا لم نعتد ، فتُرَدُّ شهادة الكافرين ، وتجوز شهادة الأولياء . يقول تعالى ذكره : ذلك أدنى أن يأتي الكافرون بالشهادة على وجهها ، أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم . وليس على شهود المسلمين إقسام ، وإنما الإقسام إذا كانوا كافرين .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح ، عن قتادة قال : سمعت ابن المسيب يقول : ( اثنان ذوا عدل منكم ) أي : مسلمين إقسام ( أو آخران من غيركم )أهل الكتاب .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة أن كاتم الشهادة آثم . وبيَّن في موضع آخر أن هذا الإثم من الآثام القلبية ، وهو قوله : ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) ، ومعلوم أن منشأ الآثام والطاعات جميعا من القلب ، لأنه إذا صلُح ، صلُح الجسدُ كلُّه ، وإذا فسَد ، فسَد الجسدُ كلُّه .