قوله : { فَإِنْ عُثِرَ على أَنَّهُمَا استحقا إِثْماً } عثر على كذا : اطلع عليه ، يقال عثرت منه على خيانة : أي اطلعت وأعثرت غيري عليه ، ومنه قوله تعالى : { وكذلك أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } وأصل العثور الوقوع والسقوط على الشيء ، ومنه قول الأعشى :
بذات لوث عَفَرْنا إذ عثرت *** فالتعس أولى لها من أن أقول لعا
والمعنى : أنه إذا اطلع بعد التحليف على أن الشاهدين أو الوصيين استحقا إثماً ، أي استوجبا إثماً إما بكذب في الشهادة أو اليمين ، أو بظهور خيانة . قال أبو علي الفارسي : الإثم هنا اسم الشيء المأخوذ لأن آخذه يأثم بأخذه ، فسمي إثماً كما سمي ما يؤخذ بغير حق مظلمة . وقال سيبويه : المظلمة اسم ما أخذ منك فكذلك سمي هذا المأخوذ ، باسم المصدر . قوله : { فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا } أي فشاهدان آخران أو فحالفان آخران يقومان مقام اللذين عثر على أنهما استحقا إثماً فيشهدان أو يحلفان على ما هو الحق ، وليس المراد أنهما يقومان مقامهما في أداء الشهادة التي شهدها المستحقان للإثم .
قوله : { مِنَ الذين استحق عَلَيْهِمُ الأوليان } استحق مبنيّ للمفعول ، في قراءة الجمهور ، وقرأ عليّ وأُبيّ وابن عباس وحفص على البناء للفاعل ، و { الأوليان } على القراءة الأولى مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هما الأوليان ، كأنه قيل : من هما ؟ فقيل هما الأوليان . وقيل : هو بدل من الضمير في يقومان أو من آخران . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة { الأولين } . جمع أول على أنه بدل من الذين ، أو من الهاء والميم في عليهم . وقرأ الحسن «الأولان » . والمعنى على بناء الفعل للمفعول من الذين استحق عليهم الإثم أي جنى عليهم ، وهم أهل الميت وعشيرته فإنهم أحق بالشهادة أو اليمين من غيرهم ، فالأوليان تثنية أولى .
والمعنى على قراءة البناء للفاعل : من الذين استحق عليهم الأوليان من بينهم بالشهادة أن يجردوهما للقيام بالشهادة . وقيل المفعول محذوف ، والتقدير : من الذين استحق عليهم الأوليان بالميت وصيته التي أوصى بها .
قوله : { فَيُقْسِمَانِ بالله } عطف على { يِقُومَانُ } أي فيحلفان بالله لشهادتنا ، أي يميننا ، فالمراد بالشهادة هنا اليمين ، كما في قوله تعالى : { فشهادة أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شهادات بالله } أي يحلفان لشهادتنا على أنهما كاذبان خائنان أحق من شهادتهما ، أي من يمينهما على أنهما صادقان أمينان { وَمَا اعتدينا } أي تجاوزنا الحق في يميننا { إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظالمين } إن كنا حلفنا على باطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.