جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَإِنۡ عُثِرَ عَلَىٰٓ أَنَّهُمَا ٱسۡتَحَقَّآ إِثۡمٗا فَـَٔاخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَحَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَوۡلَيَٰنِ فَيُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَٰدَتُنَآ أَحَقُّ مِن شَهَٰدَتِهِمَا وَمَا ٱعۡتَدَيۡنَآ إِنَّآ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (107)

{ فإن عُثر } : اطلع { على أنهما } أي : آخرين { استحقا إثما } : استوجبا إثما بيمينهما الكاذبة ، { فآخران } : فشاهدان آخران ، { يقومان مقامهما } ، خبر لقوله فآخران ، { من الذين استحق عليهم } : من الذين جنى عليهم ، وهم الورثة ، فضمير استحق للإثم أي ارتكب الذنب بالقياس إليهم ، { الأوليان } أي : أحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما استئناف كأنه قيل من هما قال : هم الأوليان ، أو بدل من آخران ، ومن قرأ الأولين فهو صفة ، أو بدل من الذين ، ومن قرأ استحق غير مجهول ، فهو فاعل{[1339]} أي : من الورثة الذين استحق{[1340]} عليهم الأوليان بالشهادة أن يجردوهما للقيام بالشهادة ، { فيُقسمان بالله } ، عطف على يقومان ، { لشهادتُنا أحق } : بالاعتبار ، { من شهادتهما } ، أو أصدق ، { وما اعتدينا } : ما تجاوزنا عن الحق فيها ، { إنا إذا لمن الظالمين } : إن اعتدينا .


[1339]:والمفعول محذوف، وهو أن يجردوهما للشهادة أي للحلف على أولوية شهادتهما، وهما بالحقيقة الآخران اللذان يقومان مقام الأولين على وجه الظاهر موضع المضمر، لكن لم يمكن أن يجعل فاعل استحق ضمير آخران الإفراد هذا في المنيهة، وفي الكمالين، ومفعوله محذوف قدره ابن عطية ما لهم وتركتهم، وقدره بعضهم وصيتهما وقدر الزمخشري أن يجردوهما للقيام بالشهادة/12.
[1340]:استحق بضم التاء على المجهول هذا قرأة العامة، وقرأ حفص بفتح التاء والحاء وهي قراءة علي والحسن/12 منه.