وقوله تعالى : ( فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً )
يريد ، والله أعلم ، أن يشهد عليهما شاهدان منا أو منهم بشيء جحداه أنه من تركة الميت ، فهذا استحقاق الورثة . فإذا قال المدعي قبلهما : اشتريناه من الميت فعلى الورثة أن يحلفوا . فهذا ، والله أعلم ، معنى : ( فآخران يقومان مقامهما ) لأن الورثة صاروا مدعى عليهم ، فقاموا في هذه الحال في وجوب اليمين عليهم مقام الأولين لما كانت الدعوى عليهم .
فهذا ، والله أعلم ، أقرب الوجوه في تأويل الآية وأشبهها ؛ وهو ، إن شاء الله ، معنى ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه وإن لم يذكر تفسير قوله : ( من غيركم ) وهو ، والله أعلم ، على غير ديننا لأنه ذكر المؤمنين جملة وأصحابنا لا يجيزون شهادة أهل الكفر في الوصية لمسلم لا في ضرورة ولا في غيرها لأنهم على اختلافهم اتفقوا في أن شهادة الكفار لا تجوز على غير الوصية في حال ضرورة ولا في غيرها . فشهادتهم في الوصية على المسلمين مثل ذلك .
وأمكن أن يكون تأويل الآية : ( شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم ) في بيان ما يجوز شهادة ذوي العدل منا في الحضر والسفر في الوصية وفي غير الوصية كقوله تعالى : ( وأشهدوا ذوي عدل منكم )[ الطلاق : 2 ] وقوله تعالى : ( واشهدوا/142-أ/شهيدين من رجالكم )الآية[ البقرة : 282 ] هذا في السفر والحضر في الدين وغير الدين سواء . فعلى ذلك الأول .
ثم ابتدأ الحكم في غيره ، فقال تعالى : ( أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.