التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآءٞ مِّثۡلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحۡكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدۡلٖ مِّنكُمۡ هَدۡيَۢا بَٰلِغَ ٱلۡكَعۡبَةِ أَوۡ كَفَّـٰرَةٞ طَعَامُ مَسَٰكِينَ أَوۡ عَدۡلُ ذَٰلِكَ صِيَامٗا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمۡرِهِۦۗ عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَفَۚ وَمَنۡ عَادَ فَيَنتَقِمُ ٱللَّهُ مِنۡهُۚ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ} (95)

قوله تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) هذه الآية الكريمة ، يفهم من دليل خطابها ، أي مفهوم مخالفتها أنهم إن حلوا من إحرامهم ، جاز لهم قتل الصيد ، وهذا المفهوم مصرح به في قوله تعالى ( وإذا حللتم فاصطادوا ) ، يعني : إن شئتم كما تقدم إيضاحه في أول هذه السورة الكريمة .

أخرج الطبري بسنده الحسن ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) قال : إن قتله متعمدا أو ناسيا حكم عليه ، وإن عاد متعمدا عجلت له العقوبة ، إلا أن يعفو الله .

قوله تعالى :

( ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم )

أخرج الطبري بسنده الحسن ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ) قال : إذا قتل المحرم شيئا من الصيد حكم عليه فيه ، فإن قتل ظبيا أو نحوه ، فعليه شاة تذبح بمكة ، فإن لم يجد ، فإطعام ستة مساكين ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، فإن قتل إيلا أو نحوه ، فعليه بقرة ، وإن قتل نعامة أو حمار وحشي أو نحوه ، فعليه بدنة من الإبل .

قوله تعالى : ( يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما )

انظر سورة البقرة آية ( 48 ) عند قوله تعالى ( ولا يأخذ منها عدل ) .

قوله تعالى :

( ومن عاد فينتقم الله منه )

أخرج الطبري بسنده الحسن ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : من قتل شيئا من الصيد خطأ وهو محرم ، حكم عليه فيه مرة واحدة ، فإن عاد يقال له : ينتقم الله منك ، كما قال الله عز وجل .