{ يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرم{[1317]} }أي : محرمون جمع حرام { ومن قتله منكم متعمدا } : ذاكرا لإحرامه ، والأصح عند السلف والخلف أن العمد والخطأ سيان في لزوم الكفارة دون الإثم والآية فيهما ولذلك قيده بمتعمد ، أو يدل عليها صريحا قوله : ( ومن عاد فينتقم الله ) { فجزاء } : أي فعليه أو فواجبه جزاء { مثل ما قتل } صفة جزاء { من النّعم } بيان للمثل ومن قرأ فجزاء بالإضافة فمن إضافة المصدر إلى المفعول والمثل غير زائد ، لأنه بصدد بيان أن الجزاء ما هو لا بيان أن عليه جزاء ما قتل ، وهذه المماثلة باعتبار الخلقة والهيئة على الأصح{[1318]} المنقول عن السلف { يحكم به } : الجزاء { ذوا{[1319]}عدل } : رجلان صالحان فإن الأنواع تتشابه ، ففي النعامة بدنة ، وفي حمار الوحش بقرة ، { منكم } : من المسلمين فما حكم الصحابة بالمثلية فهو المتبع وإلا فلابد من عدلين يحكمان ، هذا هو الأصح ، { هديا } حال من ضمير به ، { بالغ الكعبة } ، صفة هديا ، وبالإضافة لفظية أي : واصلا إليه بأن يذبح فيه ، ويتصدق به ، { أو كفارة } ، عطف على جزاء ، { طعام مساكين } بدل منه أو تقديره هي طعام وظاهره التخيير وعليه الأكثرون ، وقال بعض من السلف : إن لم يجد هديا يعدل على أن يقوم مثل ما قتل ، فيشتري بثمنه طعاما لكل مسكين مد فإن لم يجد يصوم ، { أو عدل ذلك{[1320]} صياما } أي : ما ساواه من الصوم فيصوم عن إطعام كل مسكين يوما وصياما تمييز للعدل ، { ليذوق وبال أمره } : ثقل أمره ، وجزاء معصيته أي : أوجبنا عليه ذلك ليذوق ، { عفا الله عما سلف } : قبل التحريم ، { ومن عاد } : إلى مثل ذلك ، { فينتقم الله منه } : في الآخرة أي : فهو ينتقم الله منه ليصح دخول الفاء وعليه مع ذلك الكفارة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا كفارة عليه فإن الأمر أشد ، { والله عزيز ذو انتقام } : على المصر بالمعاصي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.