التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (28)

قوله تعالى : ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا ) الآية . ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن الكفار إذا فعلوا فاحشة ، استدلوا على أنها حق وصواب ، بأنهم وجدوا آباءهم يفعلونها ، وأنهم ما فعلوها ، إلا لأنها صواب ورشد . وبين في موضع آخر : أن هذا واقع من جميع الأمم ، وهو قوله تعالى ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ورد الله عليهم هذا التقليد الأعمى في آيات كثيرة ، كقوله ( آو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) و قوله ( أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون )وقوله ( قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ) وقوله ( إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ) إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ) قال : كان طائفة من العرب من أهل اليمن يطوفون بالبيت عراة ، فإذا قيل لم تفعلون ذلك ؟ قالوا : ( وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ) .