{ وَإِذَا فَعَلُوا فاحشة } جملةٌ مبتدأة لا محل لها من الإعراب ، وقد جُوّز عطفُها على الصلة ، والفاحشةُ الفَعلةُ المتناهيةُ في القبح ، والتاء لأنها مُجراةٌ على الموصوف المؤنث أو للنقل من الوصفية إلى الاسمية ، والمرادُ بها عبادةُ الأصنامِ وكشفُ العورة في الطواف ونحوُهما . { قَالُوا } جواباً للناهين عنها { وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا والله أَمَرَنَا بِهَا } محتجين بأمرين : تقليدِ الآباءِ والافتراءِ على الله سبحانه ، ولعل تقديمَ المقدم للإيذان منهم بأن آباءَهم إنما كانوا يفعلونها بأمر الله تعالى بها على أن ضمير ( أمرنا ) لهم ولآبائهم ، فحينئذ يظهر وجهُ الإعراض عن الأول في رد مقالتِهم بقوله تعالى : { قُلْ إِنَّ الله لاَ يَأْمُرُ بالفحشاء } فإن عادتَه تعالى جاريةٌ على الأمر بمحاسن الأعمالِ والحثِّ على مراضي الخِصال ، ولا دِلالةَ فيه على أن قبحَ الفعلِ ، بمعنى ترتبِ الذم عليه عاجلاً والعقابِ آجلاً عقلي فإن المرادَ بالفاحشة ما ينفِر عنه الطبعُ السليم ويستنقِصُه العقلُ المستقيم ، وقيل : هما جوابا سؤالين مترتبين كأنه قيل لما فعلوها : لم فعلتم ؟ فقالوا : وجدنا عليها آباءَنا ، فقيل : لمَ فعلها آباؤُكم ؟ فقالوا : الله أمرنا بها ، وعلى الوجهين يُمنع التقليدُ إذا قام الدليلُ بخلافه لا مطلقاً { أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من تمام القولِ المأمورِ به ، والهمزةُ لإنكار الواقعِ واستقباحِه وتوجيهُ الإنكارِ والتوبيخِ إلى قولهم عليه تعالى ما لا يعلمون صدورَه عنه تعالى ، مع أن بعضَهم يعلمون عدمَ صدورِه عنه تعالى ، مبالغةٌ في إنكار تلك الصورةِ فإن إسنادَ ما لم يُعلم عنه تعالى إليه تعالى إذا كان مُنكراً فإسنادُ ما عُلم عدمُ صدورِه عنه إليه عز وجل أشدُّ قبحاً وأحقُّ بالإنكار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.