الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (28)

قوله : { وإذا فعلوا فاحشة }{[23394]}[ 28 ] الآية .

الفاحشة في هذا الموضع : طوافهم{[23395]} عراة{[23396]} .

وكانت المرأة تطوف ليس عليها غير الرهاط ، والرهاط جمع رهط ، وهي : خرقة من صوف{[23397]} .

يقولون : نطوف كما ولدتنا أمنا{[23398]} عراة ، [ وإذا قيل لهم : لم تفعلون ذلك ؟ قالوا : نطوف كما ولدتنا أمنا{[23399]} ] على ذلك وجدنا آباءنا والله أمرنا بها .

ثم قال تعالى : { قل } يا محمد ، : { إن الله لا يامر بالفحشاء }[ 28 ] ، أي : لا يأمر خلقه بقبائح الأمور : { أتقولون على الله ما لا تعلمون }{[23400]}[ 28 ] .

{ بالفحشاء } وقف{[23401]} .

{ بها } وقف{[23402]} .


[23394]:هم قريش، ومن دخل معهم من كنانة وخزاعة في أمر الحُمْس،....، ففيهم نزلت الآية. انظر: التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام لابن عسكر 148، 149، وتفسير مبهمات القرآن للبلنسي 1/475.
[23395]:في ج: صلاتهم فوقها "ص" وفي الهامش "طوافهم"، فوقها كلمة "صح".
[23396]:وهو قول مجاهد، وسعيد بن جبير، والشعبي، والسدي، وابن عباس، كما في جامع البيان 12/378. وروي عن الزهري أنه قال: إن في ذلك نزلت هذه الآية، كما في المحرر الوجيز 2/391. وانظر: أقوال أخرى فيمن عني بهذه الآية في تفسير الماوردي 2/216، وزاد المسير 3/184، 185. والفُحْش والفَحشاء والفاحشة ما عظُم قبحه من الأفعال والأقوال. كما في مفردات الراغب 626. وهي في القرآن على أربعة أوجه. وجوه ونظائر ابن الجوزي 466، 467.
[23397]:الرهط: جلد، قدر ما بين الركبة والسرة...وكانوا في الجاهلية يطوفون عراة والنساء في أرهاط،...والرهط يكون من جلود ومن صوف...اللسان/رهط.
[23398]:أمنا، لحق في ج.
[23399]:زيادة من ج.
[23400]:انظر: جامع البيان 12/379.
[23401]:وهو أكفى مما قبله في المكتفى 267. ومطلق في علل الوقوف 2/499. وأحسن مما قبله في منار الهدى 144.
[23402]:هو كاف في المكتفى 267. ومطلق في علل الوقوف 2/499. وحسن في منار الهدى 144، وتعليله فيه: "وجه حسنه أنه فاصل بين الاعتقادين، إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقا لحصول العلم، وقولهم: والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى...".