الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (28)

قوله تعالى : { وَإِذَا فَعَلُواْ } : هذه الجملةُ الشرطية لا محلَّ لها من الإِعراب لأنها استئنافية وهو الظاهر ، وجوَّز ابنُ عطية أن تكونَ داخلةً في حَيِّز الصلة لعطفها عليها . قال ابن عطية : " ليقع التوبيخُ بصفةِ قومٍ قد جعلوا أمثالاً للمؤمنين إذ أشبه فعلُهم فِعْلَ الممثَّل بهم " وقوله : " وَجَدْنا " يُحْتمل أن تكون العِلْمِيَّة أي : عَلِمْنا طريقتهم أنها هذه ، ويحتمل أن تكونَ بمعنى لَقِيْنا ، فيكون " عليها " مفعولاً ثانياً على الأول ، وحالاً على الثاني .

وقوله { لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ } حُذِف المفعولُ الأول للعلم به أي : لا يأمر أحداً ، أو لا يأمركم بأمر . . . ذلك .

28