التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103)

قوله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها . . . }

قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب ، قال عمر لأبي بكر : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ، وحسابه على الله ) . فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه . فقال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

قال ابن بكير وعبد الله عن الليث " عناقا " وهو أصح .

[ الصحيح 13/264 ح 7284 ، 7285 – ك الاعتصام بالكتاب والسنة ، ب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . ] ، وأخرجه مسلم [ الصحيح 1/53 ح 2 – ك الإيمان ، ب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله . . . ] من حديث ابن عمر بنحوه .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : لما نزلت { وآخرون اعترفوا بذنوبهم . . . } أرسل النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم ، فجاؤوا بأموالهم فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا ، واستغفر لنا ، قال : ( ما أمرت أن آخذ أموالكم ) . فأنزل الله : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها . . . } الآية .

قوله تعالى : { . . . وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم }

قال البخاري : حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو ، عن عبد الله بن أبي أوفي قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : ( اللهم صل على آل فلان . فأتاه أبي بصدقته فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى ) .

[ الصحيح 3/423 ح 1497 – ك الزكاة ، ب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة ] ، وأخرجه مسلم في [ الصحيح 2/756 – 757 ح 1078 – ك الزكاة ، ب الدعاء لمن أتى بصدقة ] .

قال أبو داود : حدثنا محمد بن عيسى ، ثنا أبو عوانة ، عن الأسود ابن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر بن عبد الله : أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : صل علي وعلى زوجي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلى الله عليك وعلى زوجك ) .

[ السنن 2/88 -89 ح 1533 – ك الصلاة ، ب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم ] ، وأخرجه الترمذي [ الشمائل ح 93 ، 94 ] والنسائي [ عمل اليوم والليلة ح 423 ] وإسماعيل القاضي في [ فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ح 77 ] من طرق عن الأسود به مختصرا . وأخرجه أحمد [ المسند 3/303 ] من طريق سفيان عن الأسود به مطولا . وحسنه ابن حجر [ فتح الباري 7/398 ] وقال الألباني : إسناده صحيح [ فضل الصلاة ح 77 ] .

أخرجه الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { إن صلاتك سكن لهم } يقول : رحمة لهم .