التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (102)

قوله تعالى : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم }

قال البخاري : حدثنا مؤمل ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء ، حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا : ( أتاني الليلة أتيان فابتعثاني ، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ، فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة . قالا لي : هذه جنة عدن ، وهذاك منزلك . قالا : أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم ) .

[ الصحيح 8/192 ح 4674 – ك التفسير – سورة التوبة ، ب الآية ] .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا } قال : كان عشرة رهط تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فلما حضر رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد ، فكان ممر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من المسجد عليهم ، فلما رآهم قال : ( من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري ؟ ) . قالوا : هذا أبو لبابة وأصحاب له ، تخلفوا عنك يا رسول الله أوثقوا أنفسهم ، وحلفوا أنهم لا يطلقهم أحد ، حتى يطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم ويعذرهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله هو الذي يطلقهم ويعذرهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين ) . فلما بلغهم ذلك قالوا : نحن – والله – لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا فأنزل الله : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم } فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم .