{ خذ من أموالهم صدقة } اختلف أهل العلم في هذه الصدقة المأمور بها فقيل هي صدقة الفرض ، وقيل هي مخصوصة بهذه الطائفة المعترفة بذنوبها لأنهم بعد التوبة عليهم عرضوا أموالهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت هذه الآية كما تقدم ، و { من } للتبعيض على التفسيرين والآية مطلقة مبينة بالسنة المطهرة والصدقة مأخوذة من الصدق إذ هي دليل على صدق مخرجها في إيمانه .
{ تطهرهم وتزكيهم بها } الضمير المرفوع في الفعلين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أي تطهرهم وتزكيهم يا محمد بما تأخذه من الصدقة منهم ، وقيل الضمير في تطهرهم للصدقة والضمير في تزكيهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأول أولى لما في الثاني من الاختلاف في الضميرين في الفعلين المتعاطفين ، ومعنى التطهير إذهاب ما يتعلق بهم من أثر الذنوب ، ومعنى التزكية المبالغة في التطهير .
قال الزجاج : الأجود أن يكون المخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أي فإنك يا محمد تطهرهم وتزكيهم بها على القطع والاستئناف ويجوز الجزم على جواب الأمر والمعنى أن تأخذ من أموالهم صدقة تطهرهم ، قال السيوطي : فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها على سبيل الكفارة لذنوبهم فإن كل من أتى ذنبا يسن له التصدق .
{ وصل عليهم } أي ادع لهم بعد أخذك لتلك الصدقة من أموالهم ، قال النحاس : وحكى أهل اللغة جميعا فيما علمناه أن الصلاة في كلام العرب الدعاء ؛ ثم علل سبحانه أمره لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة على من يأخذه من الصدقة فقال : { إن صلاتك سكن لهم } السكن ما تسكن إليه النفس وتطمئن به وهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى المقبوض والمعنى يسكنون إليها ، قال ابن عباس : استغفر لهم من ذنوبهم التي كانوا أصابوها إن صلاتك رحمة لهم .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى بصدقة قال : اللهم صل على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى{[917]} .
{ والله سميع } لاعترافهم بذنوبهم ودعائهم { عليم } بما في ضمائرهم من الندم والغم لما فرط منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.