بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103)

قوله تعالى :

{ خُذْ مِنْ أموالهم صَدَقَةً } يعني : من الذين قبلت توبتهم ، جاؤوا بأموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذه أموالنا فخذها ، وتصدق بها عنا فكره أن يأخذها فنزل { خُذْ مِنْ أموالهم صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ } بها من ذنوبهم ، ويقال : هذا ابتداء ، يعني : خذ من أموال المسلمين صدقة ، يعني : الصدقة المفروضة . { تُطَهّرُهُمْ } ، يعني : تطهر أموالهم ، { وَتُزَكّيهِمْ بِهَا } ، يعني : تصلح بها أعمالهم . { وَصَلّ عَلَيْهِمْ } ، يعني : استغفر لهم وداعُ لهم { ءانٍ * صلواتك سَكَنٌ لَّهُمْ } يعني دعاءك واستغفارك سكن لهم يعني : طمأنينة لهم إن الله تعالى قد قبل منهم الصدقة ، ويقال : إن الله قبل منهم التوبة . { والله سَمِيعٌ } لقولهم ، { عَلِيمٌ } بثوابهم . قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو وابن عامر ، وعاصم في رواية أبي بكر { إِنَّ صلواتك } بلفظ الجماعة ، وقرأ الباقون { ***صَلاتَكَ } وقال أبو عبيدة : وهذا أحبَ إليّ ، لأن الصلاة أكثر من الصلوات . ألا ترى إلى قول الله تعالى : { وَأَنْ أَقِيمُواْ الصلاة واتقوه وَهُوَ الذى إِلَيْهِ تُحْشَرُون } [ الأنعام : 72 ] وإنّما هي صلاة الأبد .