التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ} (101)

قوله تعالى : { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }

قال ابن كثير : وقوله { لا تعلمهم نحن نعلمهم } لا ينافي قوله تعالى { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } سورة محمد آية 30 . لأن هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها ، لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين . وقد كان يعلم أن في بعض من يخالطه من أهل المدينة نفاقا ، وإن كان يراه صباحا ومساء .

قال الطبري : حدثنا محمد بن عبد الأعلي ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { سنعذبهم مرتين } قال : القتل والسباء .

وسنده صحيح .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { سنعذبهم مرتين } عذاب الدنيا ، وعذاب القبر .