قوله : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } ، إلى قوله : { التواب الرحيم }[ 103 ، 104 ] .
قوله : { تطهرهم وتزكيهم } ، هو خطاب للنبي{[29868]} عليه السلام .
أي : فإنك تطهرهم بها وتزكيهم ، وهذا قول الزجاج{[29869]} .
وقيل : هما للصدقة ، لا للمخاطبة ، وهما في موضع النعت للصدقة ، وهو قول الأخفش ، قال : ويكون { بها } توكيدا{[29870]} .
ف " التاء " {[29871]} على القول الأول{[29872]} للمخاطبة ، وفي { تطهرهم وتزكيهم } ضمير النبي صلى الله عليه وسلم . وهي على القول{[29873]} الثاني : الثانية للصدقة{[29874]} لا للمخاطبة ، وفي { تطهرهم وتزكيهم } ضمير الصدقة .
وقيل : هما للنبي عليه السلام{[29875]} ، وهما في موضع الحال منه{[29876]} .
وقيل : { تطهرهم } للصدقة ، صفة [ لها ]{[29877]} ، { وتزكيهم } للنبي عليه السلام ، حال منه{[29878]} .
وأجاز بعض النحويين{[29879]} ، في { تطهرهم } الجزم ؛ لأنه جواب الأمر{[29880]} .
وحجة من قرأ : { صلواتك } بالجمع هنا{[29881]} ، وفي " هود " {[29882]} ، وفي " المؤمنين " {[29883]} .
إجماعهم على الجمع في : { وصلوات الرسول }[ 100 ] ، ولا فرق بينها والتي في سورة المؤمنين ، يراد بها الصلوات الخمس ، فالجمع أولى به ؛ ولأنها مكتوبة في المصحف بالواو{[29884]} ، فدل ذلك على الجمع ، وعلى أن الألف التي بعد الواو اختصرت{[29885]}ن الكتاب{[29886]} .
وقد كتبوا ما عدا هذه الثلاثة بالألف{[29887]} ، فدلت الواو في هذه الثلاثة على أنه جمع ، وحذفت الألف بعد الواو كما حذفت من درجات وبينات{[29888]} .
ومن قرأ بالتوحيد{[29889]} ، احتج بالإجماع في : { قل إن صلاتي ونسكي }{[29890]} ، بالتوحيد ، وإجماعهم على التوحيد في " الأنعام " {[29891]} ، و{ سال سائل }{[29892]} .
وأيضا فإن قوله{[29893]} : إن صلاتك أعم من : إن صلواتك ؛ لأن الجمع إنما هو لما دون العشرة ، فكأنه : " إن دعواتك " ، والتوحيد بمعنى : " إن دعاءك " ، والدعاء أعم من " الدعوات " وأكثر ؛ لأن المصدر أعم من الجمع الذي لما دون العشرة{[29894]} .
ومعنى الآية : خذ يا محمد من أموال هؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم [ { صدقة تطهرهم } من دنس ذنوبهم ، { وتزكيهم } ، أي : تنميهم{[29895]} ] ، وترفعهم بها ، { وصل عليهم } ، أي : ادع لها بالمغفرة ، { إن صلواتك سكن لهم }[ 103 ] ، أي : إن دعاءك طمأنينة لهم ، بأن الله قد عفا عنهم ، { والله سميع }[ 103 ] ، أي : سميع لدعائك إذا دعوت ، ولغير{[29896]} ذلك{[29897]} .
قال ابن عباس : أتى أبو لبابة وأصحابه حين أطلقوا ، وتيب عليهم ، بأموالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا ، واستغفر لنا ، فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا ، فأنزل الله ، عز وجل : { خذ من أموالهم صدقة } ، الآية{[29898]} .
وقد قيل : { وصل عليهم } : منسوخ بقوله : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }[ 85 ]{[29899]} .
وقيل : إنها محكمة{[29900]} .
والمعنى : وادع لهم إذا جاءوك بالصدقات ، وعلى هذا أكثر العلماء{[29901]} .
وقال قتادة : { سكن لهم }{[29902]} ، وقار لهم{[29903]} .
وقال زيد بن أسلم : قالوا : يا رسول الله ، خذ من أموالنا صدقة تطهرنا بها ، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يأخذ . فأنزل الله عز وجل : { خذ من أموالهم صدقة } ، الآية{[29904]} .
قال سعيد بن جبير : كان الثلاثة إذا ( اشتكى أحدهم ){[29905]} .
اشتكى الآخران مثله ، وكان قد عمي{[29906]} ، فلم يزل الآخر يدعو حتى عمي{[29907]} .
وقال ابن عباس : { سكن لهم } : رحمه لهم{[29908]} .
وقيل : إن هذا إنما هو في الزكاة ، أمر أن يأخذ زكاة أموالهم التي عليهم{[29909]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.