بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (62)

قوله تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله } ، يعني : المؤمنين . ويقال : أحباء الله ، وهم حملة القرآن والعلم . ويقال : الَّذين يجتنبون الذُّنوب في الخلوات ، ويعلمون أنّ الله تعالى مُطَلِّعٌ عليهم . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سُئِل عن أولياء الله تعالى ، فقال : « هُمُ الَّذِينَ أداموا ذُكِرَ الله تَعَالَى » . وقال وهبُ بنُ مُنَبِّه : قال الحواريُّون لعيسى ابنِ مريمَ : يا روحَ الله ، مَنْ أولياء الله ؟ قال : الَّذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر النَّاس إلى ظاهرها ، ونظروا إلى أجل الدُّنيا حين نظر النَّاس إلى عاجلها ، فأحبُّوا ذِكْرَ الموت ، وأماتوا ذِكْرَ الحياة ، ويحبُّون الله تعالى ، ويحبُّون ذكره . وقال الضَّحَّاك : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله } يعني : المخلصين لله ، { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } يعني : لا يخافون من أهوال يوم القيامة { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } حين زفرت جهنَّم .