ولما أعلمنا سبحانه أنه رغبهم في شأن أخيه ، ورهبهم بالقول ، أعلمنا بأنه رغبهم فيه بالفعل ، فقال عاطفاً على قوله الماضي لهم : { وقال } أي يوسف عليه الصلاة والسلام شفقة{[42070]} على إخوته وإرادة{[42071]} لنصحهم فيما سألهم فيه : { لفتيانه } أي غلمانه ، وأصل الفتى : الشاب القوي{[42072]} ، وسيأتي شرحه عند قوله تعالى : { تفتؤا تذكر يوسف{[42073]} } { اجعلوا بضاعتهم } أي ما بضعوه أي قطعوه من مالهم للتجارة وأخذناه منهم{[42074]} ثمناً لطعامهم الذي دفعناه لهم { في رحالهم } أي عدولهم ؛ والرحل : ما أعد للرحيل من وعاء أو مركب { لعلهم يعرفونها } أي بضاعتهم ؛ وعبر بأداة التحقق تفاؤلاً لهم بالسلامة ، أو ظناً ، أو علماً بالوحي ، فقال{[42075]} : { إذا انقلبوا } راجعين { إلى أهلهم } أي يعرفون أنها هي بعينها ، رددتها{[42076]} عليهم إحساناً إليهم{[42077]} ، ويجزمون بذلك ، ولا يظنون أن الله أخلف عليهم مثلها نظراً إلى حالهم وكرامة{[42078]} لأبيهم ، ويعرفون هذه النعمة لي { ولعلهم يرجعون * } أي ليكون حالهم وحال من يرجع إلينا إذا عرفوها ، لردها تورعاً ، أو للميرة بها إن لم يكن عندهم غيرها{[42079]} ، أو طمعاً{[42080]} في مثل هذا ، وإنما لم يبادر إلى تعريفهم بنفسه والتعجيل بإدخال السرور على أبيه ، لأن ذلك غير ممكن عادة - لما يأتي من الحكم البالغة{[42081]} والتدبير المتين ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.