نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (64)

فكأنه قيل : ما فعل في هذا بعد ما فعلوا إذ{[42086]} أرسل معهم يوسف عليه الصلاة والسلام ؟ قيل : عزم على إرساله معهم ، ولكنه أظهر اللجاء إلى الله تعالى في أمره غير قانع بوعدهم المؤكد في حفظه ، لما سبق منهم من مثله في يوسف عليه الصلاة والسلام بأن { قال هل آمنكم } أي أقبل منكم الآن وفي مستقبل الزمان تأمينكم لي فيه مما يسوءني{[42087]} تأميناً مستعلياً{[42088]} { عليه } أي بنيامين { إلا كما آمنتكم } أي في الماضي { على أخيه } أي يوسف عليه الصلاة والسلام .

ولما كان لم يطلع لهم في يوسف عليه الصلاة والسلام على خيانة{[42089]} قبل ما فعلوا به ، وكان ائتمانه لهم عليه إنما هو زمان يسير ، أثبت الجار فقال : { من قبل } فإنكم أكدتم غاية التأكيد فلم تحفظوه لي ولم تردوه إليّ - والأمن : اطمئنان القلب إلى سلامة النفس - فأنا في هذا لا{[42090]} آمن عليه إلا الله { فالله } أي المحيط علماً وقدرة { خير حفظاً } منكم ومن كل أحد { وهو } أي باطناً وظاهراً { أرحم الراحمين * } فهو أرحم بي من أن يفجعني به بعد مصيبتي بأخيه{[42091]} ؛ فأرادوا تفريغ ما قدموا به من الميرة


[42086]:في ظ ومد: إذا.
[42087]:سقط ما بين الرقمين من م.
[42088]:سقط ما بين الرقمين من م.
[42089]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: خيانته.
[42090]:سقط من ظ.
[42091]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: من أخيه.