فكأنه قيل : ما فعل في هذا بعد ما فعلوا إذ{[42086]} أرسل معهم يوسف عليه الصلاة والسلام ؟ قيل : عزم على إرساله معهم ، ولكنه أظهر اللجاء إلى الله تعالى في أمره غير قانع بوعدهم المؤكد في حفظه ، لما سبق منهم من مثله في يوسف عليه الصلاة والسلام بأن { قال هل آمنكم } أي أقبل منكم الآن وفي مستقبل الزمان تأمينكم لي فيه مما يسوءني{[42087]} تأميناً مستعلياً{[42088]} { عليه } أي بنيامين { إلا كما آمنتكم } أي في الماضي { على أخيه } أي يوسف عليه الصلاة والسلام .
ولما كان لم يطلع لهم في يوسف عليه الصلاة والسلام على خيانة{[42089]} قبل ما فعلوا به ، وكان ائتمانه لهم عليه إنما هو زمان يسير ، أثبت الجار فقال : { من قبل } فإنكم أكدتم غاية التأكيد فلم تحفظوه لي ولم تردوه إليّ - والأمن : اطمئنان القلب إلى سلامة النفس - فأنا في هذا لا{[42090]} آمن عليه إلا الله { فالله } أي المحيط علماً وقدرة { خير حفظاً } منكم ومن كل أحد { وهو } أي باطناً وظاهراً { أرحم الراحمين * } فهو أرحم بي من أن يفجعني به بعد مصيبتي بأخيه{[42091]} ؛ فأرادوا تفريغ ما قدموا به من الميرة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.