الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ لِفِتۡيَٰنِهِ ٱجۡعَلُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ فِي رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَعۡرِفُونَهَآ إِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (62)

ثم قال تعالى{[34724]} : { وقال لفتاه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها }[ 62 ] أي : قال يوسف{[34725]} لغلمانه{[34726]} و( فتيته ) أنسب{[34727]} . لأنه للعدد القليل ، و( فتيان ) : حسن ، فقال لهم : اجعلوا أثمان الطعام التي{[34728]} أخذوا بها طعامي في{[34729]} وسط رحالهم ، وهم لا يعلمون{[34730]} .

قال بعض أهل المعاني : إن يوسف خشي ألا يكون عند أبيه دراهم ، إذ كانت سنة جدب . فرد عليهم الدراهم طمعا{[34731]} أن يأخذها{[34732]} .

وقيل : إنما رد عليهم الثمن رفقا بهم ( من ){[34733]} حيث لا يعلمون ، تكرما منه ، وتفضلا صلى الله عليه وسلم{[34734]} .

وقيل : إنما جعل الثمن في الأوعية لتكون{[34735]} سبب رجوعهم إليه لعلمه ، فكرمهم ، وإنهم لا يرضون بحبس الثمن ، وإنهم يتحرجون{[34736]} من ذلك فيرجعون إليه ضرورة{[34737]} .


[34724]:ساقط من ق.
[34725]:ساقط من ط.
[34726]:ق: لغلمته. ط: لالكئة.
[34727]:ق: اسمه.
[34728]:ط: الذي.
[34729]:ط: وفي.
[34730]:وهو قول ابن إسحاق في: جامع البيان 16/157.
[34731]:ق: طعما.
[34732]:وهو قول الفراء في: معانيه 2/48، وانظر: جامع البيان 16/157.
[34733]:ساقط من ق.
[34734]:انظر: هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/157.
[34735]:ط: ليكون.
[34736]:ق: ينحرفون.
[34737]:انظر: هذا القول في: معاني الفراء 2/48، وجامع البيان 16/158.