تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ لِفِتۡيَٰنِهِ ٱجۡعَلُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ فِي رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَعۡرِفُونَهَآ إِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (62)

وقوله تعالى : { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ } ولفتيته[ انظر معجم القراءات القرآنية ج : 3/178 ] . الفتية : الخدم ، والفتيان : المماليك [ ( اجعلوا بضاعتهم في رحلهم ) قيل ][ من م ، ساقطة من الأصل ] : اجعلوا دراهمهم في أوعيتهم . في الآية دلالة أن الهبة قد تصح ، وإن لم يصرح بها ، إذا وقعت[ في الأصل وم : وقع ] في يدي الموهوب له ، وقبضه بيان[ ساقطة من م ] ، وإن لم يعلم هو بذلك وقت ما جعل له . لأن يوسف جعل بضاعتهم في رحالهم هبة لهم منه ، وهم لم يعلموا بذلك ، [ وقت ما جعل يوسف ذلك ملكا لهم ][ في الأصل وم : وهو وقت ما جعل ذلك لهم ملكا ليوسف ] .

ولهذا قال أصحابنا : إن من وضع [ ماله في طريق ][ من م ، ساقطة من الأصل ] من طرق المسلمين ليكون ذلك ملكا لمن رفعه ، كان ما فعل ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } هذا يحتمل على وجهين :

أحدهما : يرجعون مخافة أن يعرفوا بالسرقة .

والثاني : ما قاله أهل التأويل : لما تخوف يوسف ألا[ في الأصل وم : أن ] يكون عند أبيه من الورق ما يرجعون به مرة أخرى ، فجعل دراهمهم في أوعيتهم لكي يرجعوا إليه[ في الأصل وم : إلينا ] ، فلا يحبسهم عنه[ في الأصل وم : عنا ] عدم الدراهم لأنهم كانوا أهل ما يشبه .