ولما صغر أمرهم بالنسبة إلى جليل آياته وعظيم بيناته وغريب مصنوعاته ، لخص قصتهم التي عدوها عجباً وتركوا الاستبصار على وحدانية الواحد القهار بما هو العجب العجيب ، والنبأ الغريب ، فقال تعالى : { إذ أوى } أي كانوا على هذه الصفة حين أووا ، ولكنه أبرز الضمير لبيان أنهم شبان ليسوا بكثيري العدد فليست لهم{[45595]} أسنان استفادوا بها من التجارب والتعلم ما اهتدوا إليه من الدين والدنيا ، ولا كثرة حفظوا بها ممن يؤذيهم أيقاظاً ورقوداً فقال تعالى : { الفتية } وهم أصحاب الكهف المسؤول عنهم ، والشبان أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ { إلى الكهف } المقارب لقريتهم {[45596]}المشهور ببلدتهم{[45597]} فراراً بدينهم كما أويت{[45598]} أنت والصديق إلى غار ثور فراراً بدينكما{[45599]} { فقالوا } عقب{[45600]} استقرارهم فيه : { ربنا ءاتنا } ولما كانت الموجودات - كما مضى عن الحرالي في آل عمران - على ثلاث رتب : حكميات جارية على قوانين العادات ، وعنديات خارقة للمطردات ولدنيات مستغرقة{[45601]} في الأمور الخارقات ، طلبوا أعلاها فقالوا : { من لدنك } أي من{[45602]} مستبطن الأمور التي عندك ومستغربها { رحمة } {[45603]}أي إكراماً تكرمنا به كما يفعل الراحم بالمرحوم{[45604]} { وهيىء لنا } {[45605]}أي جميعاً لا تخيب منا أحداً{[45606]} { من أمرنا رشداً * } {[45607]}أي وجهاً ترشدنا فيه إلى الخلاص في الدارين{[45608]} ، لا جرم صارت قصتهم على حسب ما أجابهم ربهم {[45609]}بديعة الشأن{[45610]} فردة في الزمان ، يتحدث بها في سائر البلدان ، في كل حين وأوان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.