نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا} (45)

ولما أتم المثل لدنياهم الخاصة بهم التي{[46392]} أبطرتهم ، فكانت سبب إشقائهم وهم يحسبون أنها عين إسعادهم ضرب لدار الدنيا العامة لجميع الناس في{[46393]} قلة بقائها وسرعة فنائها ، وأن من تكبر بها{[46394]} كان أخس منها فقال تعالى : { واضرب لهم } {[46395]}أي لهؤلاء الكفار المغترين بالعرض الفاني ، المفتخرين بكثرة الأموال والأولاد وعزة النفر{[46396]} { مثل الحياة الدنيا } {[46397]}أي التي صفتها - التي هم بها ناطقون - تدل على {[46398]}أن ضدها{[46399]} الأخرى ، في ينوعها{[46400]} ونضرتها ، واختلابها{[46401]} للنفوس ببهجتها{[46402]} ، واستيلائها على الأهواء بزهرتها ، واختداعها لذوي الشهوات بزينتها ، ثم اضمحلالها وسرعة زوالها ، أفرح ما كانوا بها ، وأرغب ما كانوا فيها{[46403]} مرة بعد أخرى ، على مر الأيام وكر{[46404]} الشهور ، وتوالي الأعوام وتعاقب الدهور ، بحيث نادت على نفسها بالتحذير منها والتنفير عنها للعاقل اللقن ، {[46405]}والكيس الفطن ، رغبة إلى الباقي الذي يدوم سروره ، ويبقى نعيمه وحبوره ، وذلك المثل { كماء أنزلناه } بعظمتنا واقتدارنا{[46406]} بعد يبس الأرض وجفاف ما فيها وزواله ، وبقلعه{[46407]} كما تشاهدونه واستئصاله ، وقال : { من السماء } تنبيهاً على بليغ القدرة في إمساكه في العلو وإنزاله في وقت الحاجة على الوجه النافع { فاختلط } أي فتعقب وتسبب عن {[46408]}إنزاله أنه اختلط { به نبات الأرض } {[46409]}أي التراب الذي كان نباتاً ارفت بطول العهد{[46410]} في بطنها ، {[46411]}فاجتمع بالماء والتفّ{[46412]} وتكاثف ، فهيأناه بالتخمير والصنع الذي لا يقدر عليه سوانا حتى أخرجناه من الأرض أخضر يهتز على ألوان مختلفة ومقادير متفاوتة ثم أيبسناه { فأصبح هشيماً } {[46413]}أي يابساً{[46414]} مكسراً مفتتاً{[46415]} { تذروه } أي {[46416]}تثيره و{[46417]}تفرقه {[46418]}وتذهب به{[46419]} { الرياح } حتى يصير عما قليل كأنه بقدرة الله تعالى لم يكن { وكان الله } {[46420]}أي المختص بصفات الكمال{[46421]} { على كل شيء } من ذلك وغيره إنشاء وإفناء وإعادة { مقتدراً * } أزلاً وأبداً ، فلا تظنوا أن ما تشاهدونه من قدرته حادث .


[46392]:زيد من ظ.
[46393]:من مد وفي الأصل: من والعبارة من هنا – بما فيها هذه الكلمة – إلى "أخس منها" ساقطة من ظ.
[46394]:من مد وفي الأصل: فيها.
[46395]:العبارة من هنا إلى "عزة النفر" ساقطة من ظ.
[46396]:في مد: المفخرة.
[46397]:العبارة من هنا إلى "الأخرى" ساقطة من ظ.
[46398]:من مد وفي الأص وظ: اختلاسها.
[46399]:من مد، وفي الأصل وظ: اختلاسها.
[46400]:من ظ ومد، وفي الأصل: تنوعها.
[46401]:من مد، وفي الأصل وظ: اختلاسها.
[46402]:من ظ ومد، وفي الأصل: وبهجتها.
[46403]:زيد من ظ ومد.
[46404]:زيد من ظ ومد.
[46405]:بهامش ظ: اللقن: الذي في غاية الفطنة.
[46406]:من ظ ومد، وفي الأصل: قدرتنا.
[46407]:من ظ ومد وفي الأصل: تقلعه.
[46408]:من ظ ومد وفي الأصل: على.
[46409]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46410]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46411]:العبارة من هنا إلى "وتكاثف" ساقطة من ظ.
[46412]:من مد، وفي الأصل: النعت.
[46413]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46414]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[46415]:سقط من ظ.
[46416]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46417]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46418]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46419]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46420]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46421]:سقط ما بين الرقمين من ظ.