ولما كان انتفاء إنذارهم قبله عليه الصلاة والسلام نافياً للحجة في عذابهم بما أوجبه الله - وله الحجة البالغة لا يسأل عما يفعل - على نفسه الشريفة ، فضلاً منه ورحمة ، ذكر أن إرساله مما لا بد منه لذلك فقال : { ولولا } أي ولولا هذا الذي ذكرناه ما أرسلناك لتنذرهم ، ولكنه حذف هذا الجواب إجلالاً له صلى الله عليه وسلم عن المواجهة به ، وذلك الذي ختم الإرسال هو { أن تصيبهم } أي في وقت من الأوقات { مصيبة } أي عظيمة { بما قدمت أيديهم } أي من المعاصي التي قضينا بأنها مما لا يعفى عنه { فيقولوا ربنا } أي أيها المحسن إلينا { لولا } أي هل لا ولم لا { أرسلت إلينا } أي على وجه التشريف لنا ، لنكون على علم بأنا ممن يعتني الملك الأعلى به { رسولاً } وأجاب التخصيص الذي شبهوه بالأمر لكون كل منهما باعثاً على الفعل بقوله : { فنتبع } أي فيتسبب عن إرسال رسولك أن نتبع { آياتك ونكون } أي كوناً هو في غاية الرسوخ { من المؤمنين* } أي المصدقين بك في كل ما أتى به عنك رسولك صلى الله عليه وسلم تصديقاً بليغاً ، فإذا قالوا ذلك على تقدير عدم الإرسال قامت لهم حجة في مجاري عاداتكم وإن كانت لنا الحجة البالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.