محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَوۡلَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

{ وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } أي عقوبة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي من الكفر والفساد { فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } أي بها . وجواب ( لولا ) الأولى محذوف ، ثقة بدلالة الحال عليه . أي ما أرسلناك . لكن قولهم هذا عند عقوبتهم محقق . ولذا أرسلناك قطعا لمعاذيرهم .

قال الزمخشري : ولما كانت أكثر الأعمال تزاول بالأيدي ، جعل كل عمل معبرا عنه باجتراح الأيدي ، وتقديم الأيدي ، وإن كان من أعمال القلوب . وهذا من الاتساع في الكلام ، وتصيير الأقل تابعا للأكثر ، وتغليب الأكثر على الأقل .