اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ} (56)

قوله : { هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدين } .

قرأ العامة : «نُزُلُهُمْ » بضمتين .

وروي عن أبي عمرو من طرق .

وعن نافع وابن{[54951]} محيصن : بضمة وسكون ، وهو تخفيف .

و«النُّزُل » : ما يعدّ للضيف .

وقيل : هو أول ما يأكله ، فسمي به هذا تهكّماً بمن أعد له .

وهو في المعنى كقول أبي الشعر الضَّبي : [ الطويل ]

وكُنَّا إذا الجَبَّارُ أنْزَلَ جَيْشَهُ *** جعلنَا القَنَا والمُرهفاتِ لَهُ نُزْلا{[54952]}

ومعنى الآية : هذا أول ما يلقونه من العذاب يوم القيامة كالنُّزل الذي يعد للأضياف تكرمة لهم ، [ وفيه ] {[54953]} تهكم{[54954]} ، كقوله تعالى : { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ التوبة : 9 ] .


[54951]:ينظر: السبعة 623، والحجة 6/263، وإعراب القراءات 2/247، وينظر: المحرر الوجيز 5/247، والبحر المحيط 8/210، والدر المصون 6/262.
[54952]:تقدم.
[54953]:في ب: وهذا.
[54954]:ينظر: القرطبي 17/139.