ولما كان مما يقبل في نفسه في الجملة أن يذكر اسم الله عليه ما يحرم{[30953]} لكونه ملكاً للغير أو فيه شبهة ، نهى عنه على وجه يعم غيره ، فقال عطفاً على " فكلوا{[30954]} " { وذروا } أي اتركوا على أيّ حالة اتفقت وإن كنتم تظنونها غير صالحة { ظاهر الإثم } أي المعلوم الحرمة من هذا وغيره { وباطنه } من كل ما فيه شبهة من الأقوال والأفعال والعقائد ، فإن{[30955]} الله جعل له في{[30956]} القلب علامة ، وهو أن يضطرب عنده ولا يسكن كما قال صلى الله عليه وسلم : " والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر " - أخرجه مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ؛ ثم علل ذلك بقوله : { إن الذين يكسبون الإثم } أي ولو بأخفى{[30957]} أنواع الكسب ، بما دل عليه تجريد الفعل ، وهو الاعتقاد{[30958]} للاسم الشريف . {[30959]}
ولما كان العاقل من خاف من مطلق الجزاء بني للمفعول قوله{[30960]} { سيجزون } أي بوعد لا خلف فيه { بما } أي{[30961]} بسبب ما{[30962]} { كانوا } بفاسد جبلاتهم { يقترفون * } أي يكتسبون اكتساباً يوجب الفرق وهو أشد الخوف ويزيل الرفق ، وصيغة الافتعال للدلالة على أن أفعال الشر إنما تكون{[30963]} بمعالجة من النفس للفطرة الأولى السليمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.