فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ} (120)

{ وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون 120 ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون 121 } .

{ وذروا ظاهر الإثم وباطنه } الظاهر ما كان يظهر كأفعال الجوارح ، والباطن ما كان لا يظهر كأفعال القلب ، وقيل ما أعلنتم وما أسررتم ، وقيل الزنا الظاهر والزنا المكتوم ، وقال ابن عباس : الظاهر نكاح الأمهات والبنات ، والباطن هو الزنا ، وقال سعيد بن جبير : الظاهر منه لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وحرمت عليكم أمهاتكم الآية ، والباطن الزنا ، وقال قتادة : علانيته وسره .

وقال السدي : الظاهر الزواني في الحوانيت ، وهن صواحب الرايات ، والباطن المرأة يتخذها الرجل صديقة فيأتيها سرا ، وقال ابن زيد : ظاهر الإثم التجرد من الثياب والتعري في الطواف ، والباطن الزنا ، وقيل هذا النهي عام في جميع المحرمات التي نهى الله عنها وهو الأولى ، فإن الاعتبار بعموم اللفظ دون خصوص السبب ، وبه قال ابن الأنباري ، وإنما أضاف الظاهر والباطن إلى الإثم لأنه يتسبب عنهما .

{ إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون } توعد الكاسبين للإثم بالجزاء بسبب افترائهم على الله سبحانه .