إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ} (120)

{ وَذَرُوا ظاهر الإثم وَبَاطِنَهُ } أي ما يُعلن من الذنوب وما يُسَرّ أو ما يعمل منها بالجوارح وما بالقلب ، وقيل : الزٍّنى في الحوانيت واتخاذُ الأخذان{[232]} { إِنَّ الذين يَكْسِبُونَ الإثم } أي يكتسبونه من الظاهر والباطن { سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } كائناً ما كان فلابد من اجتنابهما ، والجملةُ تعليلٌ للأمر .


[232]:الزنى في الحوانيت، أي الزنى المعلن، لأن أهل الجاهلية كان فيهم الزواني في العلانية ولهن رايات منصوبات كراية البيطار. واتخاذ الأخدان يعني الزنى سرا، وقيل أن تتخذ المرأة خدنا أي أن تزني بواحد. وكانت العرب تعيب الإعلان بالزنى ولا تعيب اتخاذ الأخدان، ثم رفع الإسلام جميع ذلك. والخِدن: لغة هو الصديق بالسّر.