النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ} (120)

قوله عز وجل : { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإثْمِ وَبَاطِنهُ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : سره وعلانيته ، قاله مجاهد ، وقتادة .

والثاني : ظاهر الإثم : ما حرم من نكاح ذوات المحارم بقوله تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتكُمْ{[947]} . . . } الآية . وباطنه الزِّنى ، قاله سعيد بن جبير .

والثالث : أن ظاهر الإثم أُوْلاَت الرايات من الزواني{[948]} ، والباطن ذوات الأخدان ، لأنهن كُنَّ يستحلونه سراً ، قاله السدي ، والضحاك .

والرابع : أن ظاهر الإثم العِرية التي كانوا يعملون بها حين يطوفون بالبيت عراة ، وباطنه الزِّنى ، قاله ابن زيد .

ويحتمل خامساً : أن ظاهر الإثم ما يفعله بالجوارح ، وباطنه ما يعتقده بالقلب .


[947]:- آية 23 النساء.
[948]:- المراد بأولات الرايات: النساء المجاهرات بالزنا كانت الواحدة منهن ترفع فوق بيتها راية في الجاهلية كي تعرف ويأتيها الرجال.