فلما أبطل بذلك جميع مذهبهم أظهر التوجه{[30111]} إلى الإله الحق ، وأنه قد انكشف له الصواب بهذا النظر ، والمراد هم ، ولكن{[30112]} سوقه على هذا الوجه أدعى لقبولهم إياه ، فقال مستنتجاً عما دل عليه الدليل العقلي في الملكوت{[30113]} : { إني وجهت وجهي } أي أخلصت قصدي غير معرج على شيء أصلاً ، فعبر بذلك عن{[30114]} الانقياد التام ، لأن من انقاد لشيء أقبل عليه{[30115]} بوجهه ، ودل على كماله وتفرده بالكمال مبدعاتُه{[30116]} ، وعبر باللام دون إلى لئلا يوهم الحيز ، فقال : { للذي فطر } أي لأجل عبودية من{[30117]} شق وأخرج { السماوات والأرض } فختم الدليل بما افتتحت به السورة من قوله " الذي خلق السماوات والأرض " وأدل دليل على ما تقدم - أني فسرت الحنف به من أنه الميل مع الدليل سهولة ولطافة{[30118]} على ما هو دأب الفطرة الأولى التي فطر الله الناس عليها - قولُه بعد نصب هذا الدليل : { حنيفاً } أي سهلاً هيناً ليناً لطيفاً ميالاً{[30119]} مع الدليل غير كزّ جاف جامد على التقليد دأب الغليظ{[30120]} البليد ، وأكد البراءة منهم بقوله : { وما أنا من المشركين } أي منكم ، ولكنه أظهر الوصف المقتضي للبراءة والتعميم ، أي لا أعد في عدادكم بشيء أقاربكم به{[30121]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.