اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنِّي وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفٗاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (79)

{ إني وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض{[14365]} حنيفا وما أنا من المشركين } .

المراد : وجهت عبادتي وطاعتي لعبادته ورضاه ، كأنهم نَفوا بذلك وَهْمَ من يَتَوهَّمُ الجهة ، وسبب جواز هذا المجاز أن من كان مُطِيعاً لغيره مُنْقَاداً لأمره ، فإنه يتوجَّه بوجهه إليه ، فجعل توجيه الوجه إليه كِنايةً عن الطاعة .

وفتح الباء{[14366]} من وجهي نافع ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم ، والباقون تركوا{[14367]} هذا الفتح .

قوله : " لِلَّذي فَطَرَ " قدروا قبله مُضافاً ؛ أي : وجهت وَجْهِي لعبادته كما تقدم و " حنيفاً " حال من فاعل " وجَّهْتُ " .

وقد تقدَّم تفسير هذه الألفاظ ، و " ما " يحتمل أن تكون الحجازية ، وأن تكون التميمية .


[14365]:سقط في أ.
[14366]:ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/20.
[14367]:ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/20.